أوكسجين – العدد 158

نور أحمد

حركت الصور الخارجة من البلدات المحاصرة وخاصة مضايا، وتسليط الضوء من الإعلام العربي والعالمي. فشهدت الأيام الماضية في عدة مدن وبلدات في دول الجوار والدول الأوربية اعتصامات ووقفات تضامنية مع مضايا رفعت شعار “فكّوا الحصار عن مضايا” حاملين لافتات مناهضة لنظام الأسد وأخرى لحزب الله حيث يطبق الأخير حصاره على أربعين ألف نسمة في البلدة الصغيرة.

بداية الاحتجاجات:

بعد إخراج الجرحى من الزبداني وبدء تنفيذ البند الثاني من هدنة الزبداني الفووعة بدأ نشطاء بالدعوة لإتمام تنفذ الاتفاق وادخال المساعدات لبلدة مضايا وأطلقوا هاشتاغ (فكوا الحصار عن مضايا) وانطلقت دعوات للسوريين في كل بقاع الأرض بتنظيم اعتصامات ووقفات تضامنية في المدن المتواجدين فيها.

الاستجابة جاءت فورية وتنفذت الاعتصامات. كان رغيف الخبز حاضراً؛ هذا الرغيف الذي يمنع دخوله الى مضايا منذ قرابة الستة أشهر.

بدأت الاعتصامات الأولى في لبنان كونها معقل حزب الله حيث يقوم الأخير بتطبيق الحصار ومنع الخروج من البلدة وهو المسؤول بالتعاون مع بعض تجار الحرب بتسعير المواد ومقايضة الغذاء بالسلاح والآليات وأخيراً العقارات.

أكبر اعتصام تنفذ في نقطة المصنع الذي دعا إليه هيئة العلماء المسلمين في البقاع اللبناني وحضر شباب سوريون ولبنانيون يوم الجمعة 8/1/2016 وتم قطع طريق المصنع ذهاباً وإياباً لمدة ساعتين ونادوا بتصعيد الموقف اذا لم يتم فك الحصار.

وبعدها بعدة أيام تجمهر المئات في سعد نايل بلبنان أيضاً وكذلك في بيروت تنظمت عدة وقفات واعتصامات أمام مبنى الأمم المتحدة وأخرى في الحمراء.

ومن برلين عاصمة ألمانيا وصلت صور بثها ناشطون لوقفات نظموها لفك الحصار عن البلدات المحاصرة وخاصة مضايا. وكذلك من باريس و استنبول ومدن وعواصم عالمية مهمة نفذت اعتصاماتها وأوصلت صوت الجائعين الى العالم أجمع.

هل ستنجح الاحتجاجات بفك الحصار؟

يرى ناشطون أن هذا التحرك الشعبي والاعتصامات السلمية يفيد بتحقيق ضغط على حكومات ومسؤولين بعلاقات مباشرة أو غير مباشرة مع النظام السوري ويمكنهم اتخاذ اجراءات لكسر الحصار. ويعيد تلميع صورة الشعب السوري الذي تلقى أوصافاً منها الإرهابيون أو المسلحون ليتصدر الواجهة بشعب مضطهد مظلوم كما هي الحقيقة.

واظهار حقيقة ميليشيا حزب الله التي تبث مقاتليها في سوريا لقتل وتجويع شبابها كما ذكر الشيخ بلال المجذوب في بلدة سعد نايل خلال الاعتصام الذي تم يوم الأحد 11/1/2016 “ان إيران وحزب البعث وكل من يقف خلف نظام الأسد يتكالبون على الشعب السوري …ومن لا ينصر الحق هو عبد للظالم …) ودعا الشيخ للوقوف مع الجارة سوريا ومدنها الجائعة وطالب بفك الحصار وقال”كل ذلك لن يفيد اذا لم يتم قطع طريق المصنع بشكل تام لحماية وحقن دماء القابعين في سوريا”

شكلت هذه الاحتجاجات تحركاً شعبياً ولاقت تضامناً مع شعوب العالم جمعتهم الإنسانية ضد نجويع الأبرياء.

ولكن يجب ألا يقف عند الشعوب فالغاية أن يمارس ضغط شعبي على الحكومات من جهة ايقاف دعم نظام الأسد وتعرية جرائمه ومن جهة أخرى الضغوطات السياسية عليه لإيقاف عملية الحصار والتجويع.

فهل هذه الاعتصامات ستضغط على حزب الله الممانع المقاوم لكفّ يده عن سوريا والعبث بديموغرافيتها ؟ أم أن حزب الله هو يد واحدة ظاهرة على الساحة وخلفها العديد من الأيادي تحركه وتدعمه وتزجه في المنطقة، وسيستمر هذا الدعم حتى تحقيق غايات وطموحات أقلّها تقسيم سوريا. فهل من مجيب قبل أن تقع الفأس بالرأس ؟.

التعليقات

//