سوريتنا | العدد 252 | 17 تموز 2016

طارق أمين

تعيش مدينة داريا في ريف دمشق الغربي مرحلة حساسة وخطيرة من عمر الثورة السورية على ضوء المعارك الأخيرة التي شهدتها المدينة، وما زاد الأمر صعوبة  تقدّم النظام وميليشياته إلى المزارع وبعض الكتل السكنية في المدينة هدف تضييق الحصار أكثر على المدنيين، بالتزامن مع قصف عشوائي على المناطق السكنية بالبراميل المتفجرة وصواريخ الأرض _أرض، وسط نداءات من الناشطين لفصائل المعارضة في المنطقة الجنوبية لفتح معارك جديدة مع النظام وتخفيف الضغط عن مدينتهم.

معراك كر وفر في داريا

قالت مصادر إعلامية في المدينة لـ سوريتنا: “إن النظام شن هجوما عنيفا خلال الأيام القليلة الماضية على المدينة وتوغلت اعداد من عناصره من الجهة الجنوبية الغربية بنسبة 80% إلى المناطق الزراعية وبعض المباني السكنية على تلك الجبهة”، وأكد الناشط عبد الشامي أن كتائب المعارضة “استطاعت تدمير بعض الآليات العسكرية للنظام وقتل عدد من عناصره المقتحمة، إضافة إلى استعادة بعض الكتل السكنية التي خسروها مؤخرًا، وبالتالي باتت المعارك بين المعارضة والنظام معارك كر وفر”.

تحذيرات من حصار خانق

وعلى خلفية تلك المعارك حذر ناشطو المدينة من أن داريا مقبلة على حصار قد يحدق بالأهالي، أشد من الحصار الذي يعيشونه، وخاصة بعد وصول النظام وميليشياته إلى مشارف الكتل السكنية في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 8400 نسمة في رقعة صغيرة، ما يعرض حياة الآلاف إلى الخطر بأي وقت.

النظام يتبع سياسة التجويع

أما الناشط عبدالحميد الديراني فتحدث عن واقع أهل داريا لـ سوريتنا قائلًا: “إن وضع الأهالي في داريا أصبح أشبه بالمأساة الحقيقية، ولاسيما بعد أن استهدف النظام  المحاصيل الزراعية التي كان يعتمد عليها الأهالي في تأمين مأكلهم وقوت يومهم، وبالتالي أصبحوا اليوم دون مأكل أو مشرب”، مشيرًا إلى “استخدام النظام لسياسة التضيق أكثر على المدنيين بغية الضغط على فصائل المعارضة وإفقادهم الحاضنة الشعبية التي يتمتعون بها، معتبرا تلك السياسة بأنها باتت معروفة لدى الجميع ولن يكون لها وقع بين أهالي داريا ومقاتليها”.

نداءات لإنقاذ داريا

وأردف الديراني “إن مدينة داريا كانت السبّاقة لنصرة أخوتها من المحافظات والمدن الثائرة، واليوم تُترك وحيدة تستنزف قدرات أهلها المحاصرين تحت الموت والدمار”، مناشدا بذلك كافة المناطق السورية الثائرة لتحريك جبهات القتال ضد النظام للتخفيف عن داريا، قائلا “غن لم تفعلوا ذلك سبنفرد النظام بالمدن والمحافظات للوصول إلى هدفه والقضاء على الثورة السورية مدينة تلو الأخرى”.

يذكر بأن مدينة داريا تعيش حصارًا خانقًا منذ أربعة أعوام مضت، وضّق النظام حصاره على أهلها بعد فصل داريا عن المعضمية، ومع ذلك لم ينجح النظام بأي عملية اقتحام استهدفت المدينة التي رأى مراقبون أن النظام يسعى من حملته الأخيرة المكثفة على داريا، إلى تطبيق سيناريو الوعر والزبداني في المدينة.

التعليقات

//