العهد | العدد 51 | 15/11/2015

وزير الخارجية الأميركي جون كيري: “لكننا نعوّل على العملية السياسية نفسها و التي يتفاوض فيها سوريون مع سوريين”.

العهد – مصعب الناصر

الجولة الثالثة من محادثات فيينا

بعد أسبوعين من الدعوة إلى حلّ سياسي في سورية، أعدّت الدول المشاركة في مؤتمر فيينا خطّة لعملية سياسية في سورية تفضي إلى إجراء انتخابات خلال عامين، لكنّ الخلافات لا تزال قائمة حول مصير بشار الأسد.

وفي بيان مشترك، وضعت الدول المشاركة في المحادثات، ومنها روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران وتركيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، خطّة تشمل إجراء محادثات رسمية بين حكومة الأسد والمعارضة بحلول الأول من يناير كانون الثاني.

وقف إطلاق النار

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، والمبعوث الأممي إلى سورية سيتفان دي ميستورا، مساء يوم السبت 14/11، بعد انتهاء الجولة الثالثة من محادثات فيينا: إنّ الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وافقوا على إصدار قرار لصالح وقف إطلاق النار فور بدء العملية الانتقالية في سورية.

وأكّد كيري “تعهّدنا باتّخاذ كل التدابير التي تضمن الالتزام بوقف إطلاق النار” ،مشيراً إلى أنّ ذلك لا ينطبق على تنظيم الدولة وجبهة النصرة.

وتعهّد المشاركون في المحادثات أيضاً “باتّخاذ كلّ الخطوات الممكنة” لضمان التزامهم والجماعات التي يدعمونها بوقف إطلاق النار برعاية الأم المتحدة.

وقال لافروف إنّ معظم، و ليس كل الدول المشاركة في المحادثات تؤيّد التوصل إلى هدنة فورية.
حكومة انتقالية وانتخابات خلال سنتين

وقال كيري إنهم اتفقوا على ضرورة بدء مفاوضات بين ممثّلين عن المعارضة ونظام الأسد برعاية الأمم المتحدة مطلع العام المقبل، مضيفاً أنّ المشاركين في محادثات فيينا “يدعمون مرحلة انتقالية، خلال ستة أشهر بقيادة السوريين، وأنهم اتفقوا بخصوص إجراء انتخابات عادلة خلال 18 شهراً، وسيتم تطبيق وقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة”.

وقال البيان المشترك “أكّدت (الدول) دعمها لوقف إطلاق النار ، ولعملية يقودها السوريون تفضي خلال ستة أشهر إلى حكومة جديرة بالثقة لا تقصي أحداً وغير طائفية وتضع جدولاً زمنياً لعملية صياغة دستور جديد”.

وجاء في البيان “يتوقّع المشاركون الاجتماع خلال شهر تقريباً من أجل مراجعة التقدّم الذي أحرز نحو تطبيق وقف إطلاق النار وبدء العملية السياسية”.

معارضة يشكّلها دي ميستورا

ولم يوضح البيان الكيفية التي سيتمّ بها اختيار جماعات المعارضة، واستعصى على المفاوضين الاتّفاق على قائمة المنظّمات السياسية والجماعات “الإرهابية”.

من جهته، قال لافروف إنّ مستقبل سورية يقرّره الشعب السوري فقط بما في ذلك مصير الأسد، مشيراً إلى أنّ الوفود السورية ستقرّر خلال ستة أشهر تشكيل حكومة الوحدة.

وقال إنّ مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا سيتولّى مهمة تشكيل وفد المعارضة السورية في المحادثات مع النظام.

وقال دي ميستورا إنّ الأردن سيساعد في تقديم التحليل الكامل بشأن قائمة المنظّمات الإرهابية في سورية.

كما أعلن وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير أنّ المشاركين في مؤتمر فيينا قرّروا بدء مباحثات فورية مع المعارضة السورية.
خلافات على مصير الأسد

وذكر كيري أنّ خلافات لا تزال موجودة بين الأطراف، بخصوص مصير بشار الأسد، مستدركاً أنّه تم تحقيق تقدم في الاجتماعات الحالية مقارنة بالاجتماعات التي أجريت قبل أسبوعين.

وقال كيري “ما زلنا مختلفين بكلّ وضوح بشأن مسألة ما الذي سيحدث مع بشار الأسد .لكننا نعوّل على العملية السياسية نفسها -بقيادة السوريين والتي ستمضي قدماً ويتفاوض فيها سوريون مع سوريين- في أن تسهم في طيّ هذه الصفحة المزعجة”.

وقال كيري إنّ المحادثات شهدت استعراض خطط بشار الأسد للدخول في المفاوضات.

وأضاف كيري “أبلغنا من خلال شركائنا في هذه الجهود -الموجودين معنا على الطاولة- بأنّه مستعدّ للتعامل بجدّية ومستعدّ لإرسال وفد ومستعد للمشاركة في مفاوضات حقيقية”.

وفي وقت سابق يوم الجمعة قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة التشيكية براج “نعتقد أنّ على بشار الأسد أن يرحل في إطار عملية انتقال في سورية، لكنّنا نقرّ بوجود مرحلة انتقالية وإنّه قد يلعب دوراً في ذلك إلى حين رحيله”.

السعودية: رحيل الأسد سياسياً أو بالقوة

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال إنّ بلاده ستواصل دعم المعارضين السوريين إذا لم يترك بشار الأسد السلطة من خلال عملية سياسية.

وقال الجبير للصحفيين على هامش محادثات فيينا “سنواصل دعم الشعب السوري”.

وأضاف “سنواصل دعم العملية السياسية التي ستفضي إلى رحيل (الأسد) أو سنواصل دعم المعارضة السورية بغرض إزاحته بالقوة”.
هجمات باريس

وقد بدأت المحادثات بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا في باريس، حيث قال كيري متحدثاً بالفرنسية في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي إنّ الهجمات لن تزيد بلاده إلا تصميماً على مكافحة الإرهاب.

وقال كيري “تأثير الحرب ينزف في جميع دولنا.. حان وقت وقف النزيف في سورية”.

وقال كيري إنّ الفوضى في سورية جعلتها ملاذاً آمناً للجماعات المتطرفة، ولا يمكن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة دون التعامل مع الصراع في سورية.

وأدّت هجمات باريس إلى تحوّل تركيز محادثات فيينا إلى هزيمة تنظيم الدولة عسكرياً بدلاً من التفاصيل الأخرى.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحفيين في فيينا قبل بدء الاجتماع الرئيسي إنّ أحد أهداف اجتماع فيينا هو تعزيز التنسيق الدولي في قتال تنظيم الدولة.

من جانبه قال لافروف إنّه لا مبرّر كي لا تتخذ القوى الدولية خطوات أكبر بكثير لقتال تنظيم الدولة.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن هناك حاجة لجهود مكثفة لمكافحة الإرهاب.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني إنّ اجتماع فيينا “يأخذ معنى آخر” بعد اعتداءات باريس.

وقال رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس إنّ بلاده ستواصل تدخّلها في سورية بهدف ضرب تنظيم الدولة، بعد أن أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجمات التي راح ضحيتها 129 شخصا.

 

الأسد وهجمات باريس

بشار الأسد أدان يوم السبت 14/11 هجمات باريس، لكنّه قال إن سياسات الغرب “الخاطئة” في سورية، لا سيما فرنسا، هي التي ساهمت في تمدد “الإرهاب”.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الأسد قوله “إنّ السياسات الخاطئة التي انتهجتها الدول الغربية لا سيما فرنسا إزاء ما يحصل في منطقتنا وتجاهلها لدعم بعض حلفائها للإرهابيين هي التي ساهمت في تمدّد الإرهاب.

وأضاف “الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت باريس لا يمكن فصلها عمّا وقع في بيروت مؤخراً وما يحدث في سورية منذ خمس سنوات”.

وأضافت وسائل الإعلام الرسمية أنّ الأسد التقى بوفد فرنسي يوم السبت. ولا يبدو أن للاجتماع علاقة بهجمات باريس. ولم يقدّم التقرير مزيداً من التفاصيل.

التعليقات

//