الحرمل | العدد 30 | 15 كانون الأول 2015

عضو الائتلاف أحمد رمضان: 27% من السوريين لم يتم تمثيلهم في المؤتمر

بعد مفاوضات واجتماعات مطولة تم تحقيق نجاح دبلوماسي كبير للمعارضة السورية بانعقاد مؤتمر الرياض، والذي كان انعقاده تكليلاً لنجاح الدبلوماسية العربية، بوجه الدبلوماسية الإيرانية والروسية المساندة للنظام ولجرائمه اليومية، وكان أكثر من 115 شخصية سياسية من المعارضة السورية، قد توصلوا إلى اتفاق بتشكيل وفد مفاوض تحت اسم «الهيئة العليا للتفاوض» لإجراء محادثات سلام مع الحكومة السورية.

وأصدر مؤتمر المعارضة السورية الذي أنهى أعماله مساء الخميس 10/12/2015 في الرياض، بيانا دعا فيه إلى «تأسيس نظام تعددي يمثل كل الطوائف في سورية ولا يميز فيه لا على أساس الدين ولا العرق ولا الجنس»، وشددت قوى المعارضة على «عدم وجود أي دور للرئيس السوري بشار الأسد ومساعديه في الفترة الانتقالية».

ستفوض الهيئة 15 شخصاً من بينها لقيادة المفاوضات مع الحكومة السورية المزمع عقدها أوائل العام المقبل بإشراف الأمم المتحدة، كما سيجري تعيين متحدث رسمي باسم «الهيئة العليا للتفاوض»، ومن المتوقع أن يتم اختيار أمانة عامة لها، على أن يكون مقر عملها في الرياض.

وقد ثمّن رئيس المجلس الوطني السابق الدكتور برهان غليون في تصريحات خاصة لـ «قدس برس»، نتائج مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، ووصفه بأنه «انجاز كبير للمعارضة السورية».

وأضاف: «لقد نزع مؤتمر الرياض الأعذار من النظام وحلفائه لدخولهم في مفاوضات جدية مع المعارضة، بعد أن كانوا يتحدثون عن تفرق المعارضة وخلافها».

ورأى غليون، أن «اتفاق المعارضة السورية، يرمي الكرة في ملعب موسكو»، وقال: «مفتاح الحل في سورية ليس بيد نظام الأسد، وإنما بيد موسكو التي عليها أن تظهر ما إذا كانت مستعدة للشروع في مفاوضات جدية أو أنها تحتاج لمزيد من الوقت لتعديل ميزان القوى على الأرض».

وتوقع غليون أن تماطل موسكو في دعم عملية مفاوضات الحل السياسي في سورية، وقال: «الروس لديهم رغبة في الوصول إلى حل في سورية، لكنهم يريدون حلا من موقعهم ومن موقع حليفهم نظام الأسد، ولذلك سوف يعرقلون المفاوضات، وربما يطرحون ورقة الإرهاب من جديد لكسب مزيد من الوقت لتعديل ميزان القوى على الأرض لصالح حليفهم، لكن من الواضح أن هناك رغبة دولية في التوصل لحل سياسي للأزمة السورية هذه المرة»، على حد تعبيره.

وقد رحبت الولايات المتحدة الأمريكية باتفاق المعارضة السورية خلال اجتماعهم في العاصمة السعودية الرياض على اتخاذ موقف موحد لعقد محادثات سلام مع الحكومة السورية.

ووصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي اتفاق قوى المعارضة في اجتماع الرياض مساء الخميس بأنه «خطوة حاسمة» باتجاه التفاوض مع الحكومة السورية مطلع الشهر المقبل.

وقد تم توجيه ملاحظات كثيرة على طرق الاختيار للشخصيات الممثلة للمعارضة السورية، حيث أن عضو الائتلاف السوري أحمد رمضان قال في تصريح لوكالات الأنباء بأن 27% من السوريين لم يتم تمثيلهم في هذا المؤتمر، كما أن بعض المدن السورية تم استكمال تمثيلها في اليوم التالي للمؤتمر مثل مدينة حماة.

في حين بأن مدينة الرقة السورية تم تجاهلها ولم تمثل بشكل حقيقي، حيث أن هذه المدينة يستمر تجاهلها الذي رسخه النظام، وتابع تنظيم داعش هذا الظلم للمدينة، وقد قامت المعارضة السورية وعبر معظم مؤتمراتها بتجاهل مدينة الرقة، واستبعاد ناشطيها، علماً بأن الرقة أول مدينة تم تحريرها من سلطة النظام، وأنها محور للكثير من المناقشات الدولية الإقليمية والعالمية، بسبب ارهاب داعش الذي احتل هذه المدينة التي تدفع يومياً أثماناً باهظة بحجة القضاء على الإرهاب، ويتم تشريد أهلها إلى المدن والدول الأخرى، وقد احتج ناشطو الرقة على هذا الظلم في تمثيل المدينة وعدم اختيار الناشطين الذين يستطيعون إيصال صوت أهلها المظلومين إلى المجتمع العربي والدولي!

التعليقات

//