أوكسجين | العدد 156 | 16 كانون الأول 2015

الافتتاحية – هيئة التحرير

شغَلَ اجتماع الرياض في الأيام الماضية ملايين السوريين في الداخل وفي دول الشتات, أملاً بالتمسك بقشة الغريق كما يُقال, بعد خمسة سنوات من العنف الذي يمارسه النظام وحلفائه على المدنيين في سورية, ولكن الأمور أخذت منحى آخر بعد المؤتمر.

حيث اختلفت اللهجة السياسية لكثير من السياسيين المعارضين للنظام, وراحوا يتحدثون عن الوطنية, وعن ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة, وبنية النظام كمؤسسة, ثم بدأت تلوح في الأفق السياسي, فكرة ضرورة وقف الاقتتال, قبل الخوض في ضرورة إسقاط نظام الأسد وأعوانه, والحديث تطاول ليصل إلى ضرورة إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية, لا ضرورة نسفها كما نُسف سجن تدمر قبل شهور .

ولتعلن السعودية عن تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب يضم 34 دولة, مع ترك الباب مفتوح لكل من يرغب بالمشاركة, دون إدراج نظام الأسد على أنه من أولى أولويات الإرهاب بالنسبة للسوريين, وأنه يجب القضاء عليه أولاً قبل الحديث عن أي تسوية سياسية أو الحديث عن إعادة ترميم سورية كدولة محورية في الشرق الأوسط.

ما كان يأمله السوريون من مؤتمر الرياض أولاً إسقاط نظام البراميل, ولكن السعودية أجرت عملية التفاف على المعارضة, فحيدت الكثير من المعارضين الذين لا يتنازلون عن مطالب الشعب المتمثلة برحيل الأسد, في الوقت الذي اعتبرت فيه أن الأسماء التي انبثقت عن مؤتمر الرياض هي من تمثل الشارع السوري المعارض, متناسين حجم الخراب والدمار الذي أحدثه الأسد, ومتناسين مئات الآلاف من أرواح السوريين التي أُزهقت على يد النظام وحلفائه, في الوقت الذي يخرج “أبو محمد الجولاني” قائد جبهة النصرة في سورية ويتحدث عن فكرة أنه لا يوجد جيش حر على الأرض, ويُحدث تصريحه بلبلة في بين السوريين, ولتتسع الفجوة بين الحر والنصرة, والفجوة ظهرت جلية عندما ارتكب النظام في اليوم التالي مجزرة مروعة في مدينة دوما, ليخرج الكثير من أبناء دوما ونشطائها, ليحملوا الجولاني ما حصل, متناسين أن الأسد هو الفاعل. المرحلة القادمة تتطلب أن تتلاقى وجهات النظر, وتجتمع الفصائل كلها تحت راية واحدة هي محاربة الأسد أولاً, والوقوف إلى جانب الشعب السوري الذي وقع في فخ متعدد الأنياب

فكرما لشهداء سورية يجب ألا يتنازل أحد عن مطالب الملايين برحيل الأسد قبل كل شيء…حتى تعود سورية حرة وكأنها وُلدت من جديد.

التعليقات

//