تمدن – العدد 92 – 30/09/2015
أحمد زكريا
أماطت الثورة السورية اللثام عن أنظمة ديكتاتورية دعمت نظام الأسد بكل ما أوتيت من قوة لتبذل الغالي والنفيس لخدمة أجندتها الخاصة، من ضمنها الأنظمة نظام الرئيس الروسي بوتين الذي قدم دعمه دولياً واقتصادياً، ليتوضح الدعم المباشر عبر تدخل عسكري سافر على الأرض السورية، مرسلاً طائراته وبوارجه الحربية وليقيم قواعد عسكرية إضافية على الساحل السوري بغية كبح جماح ثورة الحرية والكرامة التي أوشكت على الإطاحة بالأسد ومرتزقته.
نشاط روسي
الناشط الاعلامي “يعرب” وفي حديثه لـ “تمدن” قال: “لم يعد يخفى على أحد التدخل الروسي في سوريا نصرة للنظام السوري وقد أخذ هذا التدخل أشكال مختلفة من تسليح النظام السوري بالعتاد العسكري والخبرات الاستشارية وحتى الدعم الاقتصادي وأرسال المساعدات الإنسانية والمواقف السياسية وغيرها من أشكال التورط الروسي في الحرب التي يقودها بشار الأسد ضد الشعب السوري متمسكا في منصبه كرئيس للبلاد، ومؤخرا بدأ الحديث عن تغلغل الجيش الروسي علانية في مناطق دمشق والساحل السوري في صورة وقحة للعلاقة المشبوهة بين النظامين الروسي والسوري”.
ويضيف الناشط الحمصي: “انطلاقا من هذا أخذنا على عاتقنا البحث عن بعض صور التدخل الروسي في منطقة ريف حمص الشمالي منطلقين من الملفات السرية اتي سربت للإعلام في عام 2013 عندما تمكن الثوار من قتل جنرال روسي في منطقة درعا ووجدوا معه ملفات وخرائط من بينها خريطة لمنطقة ريف حمص الشمالي وخاصة شمال مدينة الرستن كانت حينها الخريطة تشير إلى منطقة جبلية شمال المدينة تحتوي على كتيبة الهندسة أحد أكبر مراكز النظام في وسط سوريا من منطقة حمص وحماة وانطلاقا من هذا بحثنا عن وجود الروس في المنطقة”.
وتابع حديثه لـ “تمدن” قائلا: “جمعنا شهادات مختلفة حول هذا تثبت وجود الروس في ريف حمص الشمالي بأشكال مختلفة فعندما سألنا مقاتلي الجيش الحر المرابطين على الجبهة الشمالية من المدينة تحدثوا أنهم غالبا ما يسمعون ضباط سوريين يتحدثون من خلال أجهزة اللاسلكي عن تحركات الروس ووصول خبراء وضرورة تأمين المنطقة أو طلب فريق لنقلهم وما إلى ذلك من الأمور التي تسربت من خلال أجهزة اللاسلكي حول تحرك الروس كخبراء في المنطقة وروايات الجيش الحر تتطابقت مع شهادة بعض الجنود الذين أنشقوا عن صفوف النظام من داخل كتيبة الهندسة والتحقوا في الجيش الحر مؤخرا”.
تدفق للمقاتلين
ويشير “يعرب” أنه تواصل مع عدد من القادات العسكرية اضافة لمقاتلين في الجيش الحر، وأنهم “أخبرونا أنه في مطلع كل شهر كانت تصل وفود سيارات عسكرية ومدنية عبارة عن سيارات دبلوماسية بداخلها أشخاص ممنوع على أحد الاقتراب منهم إلى فريق متخصص من اختصاص الهندسة يرافقهم عناصر وضباط من المخابرات العسكرية في حمص وحماة يدخلون إلى الجهة الشرقية من كتيبة الهندسة ويبقوا هناك إلى أيام وأحيانا أسابيع من ثم تأتي شاحنات مغلقة تدخل المنطقة لفترة ثمة تخرج ولا نعلم ماذا كان يحصل هناك لكن كنا نرى الأشخاص المرافقين لهذا الموكب وهم من جنسيات غير عربية”.
وبشير “يعرب” أن “حديث الجنود لنا تتطابق أيضا مع شهادة أحد سكان المنطقة وهو كان قد أعتقل لسنوات طويلة قبل الثورة في أفرع النظام الأمنية والسبب أنه كان يرعى الغنم في منطقة قريبة من كتيبة الهندسة وفي يوم من الأيام تحدث لأصدقائه أنه داخل الكتيبة يوجد نقطة واسعة لا يوجد بها أعشاب على خلاف المنطقة كاملها وأنه رأى هناك معسكر وشاحنات وجرافات تقوم بحفر حفر عميقة لا يعلم ماهي فقامت قوات النظام باعتقاله والتحقيق معه في من أرسله ليتجسس على المنطقة وكان التحقيقات تصب في أذا ما كان الراعي يشك في أي نشاط كيميائي في المنطقة ”
مطامر كيماوية
بدوره “حيان” طالب جامعي ومن من مقاتلي الجيش السوري الحر قال لـ “تمدن”: “خلال الثورة أخذ نشاط الروس في المنطقة شكلا أخر من خلال تحويل المنطقة الجبلية هذه إلى مدفن للمواد الكيميائية المستخرجة من معامل الدفاع والبحوث العلمية في منطقة جرجسية وبراق القريبة من كتيبة الهندسة والتي يتم فيها تتطوير أسلحة بيلوجية باعتراف أحد الموظفين الذين انشقوا عن المعامل وأن الأمر كان يتم بأشراف خبراء روس وإيرانيين وكان هناك ضمن الجبال بلوكسات ضخمة داخل الجبال يتم داخلها الأبحاث هذا قبل الثورة”
ووفقا للمقاتل “حيان” فإنه وخلال الثورة “استمات النظام على تعزيز المنطقة امنيا من خلال زرع صواريخ وقطع عسكرية في قمم الجبال القريبة مثل جبل معرين وجبل سريحين وجبل البحوث العلمية نفسه بالإضافة إلى تعزيز الواء 47 القريب منها أيضا والذي يشرف على أدارته حاليا العقيد شرف خير لله الشيخ علي وقد منح الرتبة من خامنئي أيران في عام 2010 من بين الممثلين عن السنة في حمص وهو ابن مدينة الرستن كان مساعد في الجيش السوري تم أحالته إلى تقاعد وبعد فترة ظهر في صور مع خامنئي أيران وهو يمنحه الرتبة وخلال الثورة تحول خير لله الشيخ علي إلى شبيح بعد أن أطلق النار على المظاهرات في مدينة الرستن وقام الثوار بأحراق منزله وطرده خارج المدينة فظهر بعد فترة في الواء 47 كقائد له برفقة أربع ضباط إيرانية وكان خير لله قائد الدفاع الوطني في ريف حماة الجنوبي وقائد لواء الرضا أكبر أولية الشبيحة في المنطقة”.
قناصة روس
أيضا من صور التدخل الروسي في المنطقة بحسب ما تحدث به “أحد الجنود المنشقين” والذي فضل عدم الكشف عن اسمه قال في حديثه لـ “تمدن”: “أن النظام السوري قد استغنا عن جماعات القناصين ضمن الجيش وحولهم إلى مشاة وقوات اقتحام لكن خلال المعركة كان سلاح القناصة مفعل وتدريجا وخاصة في السنتين الأخيريتين أصبحنا نعلم أنه في كل معركة يكون هناك قناصين من جنسيات غير عربية أبرزها الروس المدربين على أنواع متطورة منها 12.7 الدوشكة والقناصات الديجتال واليلية ذات المسافات البعيدة كما أن كتيبة الهندسة قد وصل إليها خبراء روس مؤخرا لتدريب الجنود على الأسلحة الجديد التي أرسلتها روسيا للنظام وخاصة المعنية في المراقبة والتتبع وأسلحة قطع الأهداف على المدافع من خلال أجهزة الجي بي أس.
وأيضا تدريب الجنود على القنابل والألغام الكيميائية والتي استعملها النظام مؤخرا ضد الثوار على جبهة الرستن الشمالية عندما فخخ نفق للثوار بألغام كيميائية تنفجر عن بعد. ”
قاعدة عسكرية جديدة في اللاذقية وعشرات الطائرات الحربية والاستطلاعية ومئات جنود النخبة الروس، هدية الرئيس بوتين لبشار الأسد عرفاناً منه على قمع ثورة شعب طالب بالحرية والكرامة هكذا يقول السوريون الذين مازالوا يقارعون النظام حتى ينجلي ليل الطغيان عن بلادنا الحبيبة.