حبر | العدد 92 | 22 آب 2015
تقرير: أحمد يغن- أضنة
في الوقت الذي تستمر فيه الحرب السورية لعامها الخامس يبحث الشباب السوري عن حلول لمستقبل أفضل لم يتمكنوا من العثور عليه في دول الجوار، ويتصور البعض أن جنة أوروبة المزعومة هي التي ستخلصهم من الجحيم الذي فرضه عليهم الأسد قبل الحرب وبعدها.
في حين تستورد أوروبة الطاقة البشرية الشابة ويستمر الأسد باستقبال المرتزقة من مختلف الجنسيات ويعيد توطينهم، وقد قالها صراحة في خطابه الأخير “سورية ليست للسورين، وإنما للذي يدافع عنها مهما كانت جنسيته”
ويرى المتابعون أن هذه الظاهرة خطيرة، ولن نلاحظ أعراضها إلا بعد عقد من الزمن، لأن الشباب هنالك ينخرطون في المجتمع الأوربي وينسون عاداتهم وتقاليدهم ويظنون أنفسهم قد أصبحوا أوربيين، وأن كل معتقدات الشرق لا تمثلهم، ناهييك عن الانحراف الذي يقعون فيه.
إنَّ العائلات التي تصل إلى ألمانيا والدنمارك وغيرهما تلاقي من الرفاهية والأمور الدنيوية ما يجرها إلى التخلي عن دينها شيئًا فشيئًا، وإنَّ المدارس التي تحمل على عاتقها تعليم الأطفال تعمل تحت إشراف الكنيسة التي تشرف على حملات التنصير.
تفاوتت الآراء حول ظاهرة الهجرة، خاصة أن مستوى الرفاهية ومغريات العيش هناك بدأت تجذب كثيرا من الشباب.
يقول الأستاذ محمد (مهندس يعيش في تركية): “علينا عدم توفير أي جهد في سبيل الحد من تلك الظاهرة، لأنها تؤثر سلبًا على العائلة المهاجرة وعلى مستقبل الأطفال ومستقبل الوطن، وقد أنشأت على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات تحذر الشباب من عواقب السفر إلى أوروبة. وهنا أسأل الشباب: هل ترضى أن تجلس في بيتك وتصاب في دينك وآخرتك ويدفع لك المال؟”
وفي الطرف المقابل يرى تامر (شاب في العشرينيات) أن الدول العربية والإسلامية التي أغلقت حدودها في وجه السوريين وعاملتهم المعاملة السيئة هي التي تتحمل الوزر الأكبر، وأضاف قائلا: أريد أن أعيش في أمان كإنسان طبيعي ولا أريد العمل 12 ساعة يوميًا في تركية، لكي آكل وأشرب، أريد أن أتزوج وأستقر، وقد سئمت من العنصرية من قبل بعض الأتراك، إن الأمل الوحيد في الحياة هو الهجرة.
ومع ذلك تبقى القوارب المهاجرة مشرعة نحو أوروبا، البلاد التي لا تعترف بغير المال، على أمل أن تضع الحرب أوزارها ويعود اللاجئون إلى بلادهم التي تحتاجهم.