الكواكبي- العدد 14 – 15/10/2015
د. طلال العبد الله
الوجود الإنساني وجود اجتماعية يقر به كل علماء الاجتماع وتدل اثار الانسان الأول في عصور ما قبل التاريخ على تواجده الاجتماعي هذا وانعدام للتواجد الفردي المستقل إلى حد أن البعض يعتبر ان اجتماعية الانسان صفة جينية موروثة.
الافراد يأتون ويذهبون اما المجتمع فباق … لذلك كانت المبادئ لخدمة الشعوب وليس الشعوب لخدمة المبادئ وهكذا تطورت الأنظمة الاجتماعية السياسية لما فيه خدمة الشعوب والارتقاء بحياتها وامنها لما فيه الأفضل والاجمل والارقى.
اما في بلادنا وعالمنا العربي فالذي نراه ان الشعوب العربية والاوطان في خدمة الأنظمة كما اننا نجد ان الانظمة نفسها عي في خدمة الحكام وعائلاتهم
ومن المفارقات أن الروس في تدخلهم العسكري الجديد في سورية يعلنون وقوفهم إلى جانب الأسد ونظامه مبررين موقفهم هذا بأن خراب البلد برحيل الأسد” وفي نفس الوقت وفي ذروة الخرق الأمني لسورية من مختلف دول العالم أرضا وسماء يعلنون عن تنسيقهم العسكري مع الإسرائيليين لضمان أمن إسرائيل في سورية.
إن السياسات الدولية والاقليمية والعربية المعلنة حول المسألة السورية بلا استثناء تبطن استهدافات خبيثة بحيث تسند بعضها بعضا وتدعم بعضها بعضا وكلها في خدمة مشروع تدمير سورية وطنا وانسانا وتفتيت السوريين وتهجيرهم في كافة أنحاء العالم من خلال الحفاظ على توازن القوى المتصارعة واستمرار الصراع والقتل والتهجير بحيث لا يمكن لأي فريق حسم معركة الصراع.
إن خرق أمن إسرائيل جريمة لا تغفر أما خرق أمن سورية فمسألة فيها كل العبر.
ما نراه في التدخل الروسي في سورية يمثل السياسة المبطنة لأمريكا.