الغد | العدد 30 | 2 نيسان 2016
شنت قوات النظام وبدعم جوي من الحليفة روسيا ودعم بري من الميليشيات الشيعية هجمة شرسة على مدينة تدمر التي رزحت تحت سيطرة داعش لعدة أشهر اخفت فيها معالم الجرائم التي ارتكبها النظام على مدار خمسة عقود في السجن الذي ذاع صيته والذي يشكل هاجس كبير لكل السوريين المعارضيين، تكبدت داعش خسائر بشرية فادحة بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن حيث وصل عدد ضحاياها في هذه المعركة إلى أكثر من 400 قتيل أما النظام وبحسب رامي، فوصل إلى أكثر من 140 قتيل غالبيتهم وقعوا في كمائن داعش أو في حقول الألغام التي رزعتها.
أما عن آثار المدينة بحسب المدير العام للآثار والمتاحف السورية فإن أكثر من 20% من تلك الآثار تضررت بشكل كبير بسبب القصف والإشتباكات كما وأضاف مأمون عبد الكريم في تصريج للوكالة الفرنسية أن ترميم الآثار المتضررة والمدمرة في مدينة تدمر يحتاج إلى عدة سنوات وقال أيضاً غداة طرد الجيش النظامي تنظيم الدولة الإسلامية داعش من المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).
“إذا حصلنا على موافقة يونيسكو، نحتاج إلى خمس سنوات لإعادة ترميم الآثار التي تضررت وتعرضت للدمار على يد داعش”.
وأضاف “لدينا الموظفون المؤهلون والخبرة والدراسات، ومع الموافقة المنظمة، نستطيع بدء أعمال الترميم خلال “عام”، مشيراً إلى أن 80 في المئة من آثار المدينة “بخير” وأن خبراء بصدد تقييم وتوثيق الأوضاع لبدء مرحلة الترميم.
هذا وقد أكد رئيس وفد المعارضة السورية للتفاوض، أسعد عوض الزعبي، أن انسحاب تنظيم “داعش” من مدينة تدمر تم بالتنسيق مع النظام تماماً كما دخلها التنظيم من قبل. وقال الزعبي أن “داعش” انسحب ليمنح النظام ورقة ضغط في المفاوضات السياسية، متوقعاً أن ينسحب من دير الزور بالطريقة ذاتها.
يبقى الخاسر الأكبر في لعبة تبادل الأدوار هذه، أبناء مدينة تدمر الذين لم يأخذوا من الإعلام أي نصيب حيث وجهة الانظار فقط إلى انتصار النظام على الإرهاب والتهليل والتزمير له دون تسليط الضوء على المعاناة التي عاشوها والأضرار الكبيرة التي تعرضت لها مدينتهم سواء من داعش أو الحملة الشرسة التي شنها النظام.