تمدن | العدد 113 | 20 تموز 2016
أحمد زكريا
مع استمرار آلة القتل الأسدية بحصد مزيد من أرواح المدنيين، في المناطق السورية الثائرة عامةً، وفي مدينة “داريا” بريف دمشق الغربي خاصةً، والتي أصبحت البراميل المتفجرة والقنابل الفوسفورية، تطالها ولا ترحم فيها لا البشر ولا الحجر، تقف المشافي الميدانية عاجزة أمام النقص الحاد في كافة المستلزمات والمعدات الطبية، وكان آخرها نقص كبير في مواد التخدير.
الطبيب ضياء مسؤول التخدير في المشفى الميداني الوحيد بداريا، في حديث خاص لـ “تمدن” قال: “المدينة تشهد حصاراً خانقاً منذ قرابة الـ 3 سنوات ونصف، وهذه المدة الطويلة سببت أزمات بكل شيء، واستهلكت من خيرات ومدخرات المدينة كل شيء أيضاً، لدينا نقص في كثير المواد، نقصها يؤثر على مسير العمل وعلى المرضى في كثير من الأحيان، ومن ضمن هذه المواد مواد وادوية التخدير”.
يضيف الطبيب ضياء: “بدأ النقص في مواد التخدير، منذ أول سنة من حصار داريا بسبب ضغط المعارك والقصف، الذي كانت ومازالت تتعرض له المدينة، ولكن ولا مرة حصل أن انقطعت المواد نهائياً، من الممكن أحياناً أن يحصل نقص في مخدر معين، ولكن يستعاض عنة بمادة اخرى او طريقة تخدير اخرى، مثلاً إصابات الأطراف السفلية، عند النقص في مواد التخدير العام يستعاض عنه بالتخدير القطني”.
النقص الحاصل ليس فقط في المواد، وإنما في الكادر ايضاً، حيث أن ضغط العمليات لا يتناسب مع عدد اطباء التخدير الموجودين في المدينة، مما سبب عبئ زائد على الأطباء، غالباً لا يوجد بدائل لمواد التخدير، تأمينها يشكل اولوية في العمل بحسب الطبيب ضياء الذي أضاف “إن التخدير في مشفى داريا، يقتصر فقط على المخدرات الوريدية، وعلى الهالوتان للأطفال، وهذا قد يسبب اضرار في بعض الاحيان على المرضى”.
نقص شديد في الادوية والمعدات الطبية، حيث يوجد نقص كبير في المضادات الحيوية بكافة انواعها، والمسكنات ولقاحات الاطفال، وادوية الامراض الوبائية، وادوية الاطفال، كما أنه يوجد نقص كبير في المعدات التي تحتاج إليها ابسط المشافي، مثل جهاز تصوير الاشعة السينية، وجهاز غسيل الكلية، واجهزة المخابر وغيرها فقد توفي قرابة 50 مريض بسبب نقص الدواء والمعدات الطبية، في مدينة داريا منذ بدء الحملة عليها، بحسب الطبيب ضياء الذي أضاف، “يوجد حالياً حوالي 150 مصابًا بحاجة لإتمام العلاج خارج المدينة، المساعدات الأخيرة التي دخلت داريا، لم تحوي نهائياً على مواد تخدير، وقد تم إطلاق العديد من نداءات الاستغاثة لكثير من المنظمات والامم المتحدة، ولكنا كانت تقابل بالوعود فقط”.
وحذر الطبيب ضياء في ختام حديثه لـ “تمدن” أنه وفي حال لم تدخل المواد المخدرة لداريا، فإن الوضع سيكون كارثياً جداً.
ووفقاً لمصادر طبية، فإن صعوبات عدة تواجه العمل الطبي في داريا، أهمها الاستهداف المتكرر للمشفى الميداني الوحيد في المدينة، إضافة إلى نقص الكادر المختص، الأمر الذي يشكل تحديًا كبيرًا في ظل الحصار، وغياب ممر آمن لإخراج الجرحى والمرضى منها.