الحرمل – العدد 25 – 01-10-2015

الحرمل – حمص

افتتحت معاهد لاستقبال الطلاب من حاملي شهادة الثانوية العامة بفروع المختلفة ضمن مفاضلة على ثلاثين فرعاً تقريباً موزعة على ثلاثة معاهد في مدن الرستن وتلبيسة والحولة،

وبدأ التسجيل يوم السبت 5/9/2015 لمن يرغب في التدريس ضمن هذه المعاهد من الحاصلين على إجازات جامعية، ولديهم المقدرة والكفاءة على تدريس المناهج للطلاب بالإضافة إلى تسجيل الطلاب الراغبين في الدراسة ضمنها من حاملي شهادة الثانوية الممنوحة منذ عام 2011 وحتى 2015

وقد لاقت هذه المعاهد إقبالاً على التسجيل، حيث شهدت توافداً كبيراً من أبناء الريف الحمصي ممن حرموا حقهم في التعليم بسبب الحرب الدائرة في سوريا عامة وخروج منطقة الريف عن سيطرة النظام، واعتبارها منطقة محظورة وجميع أهلها مطلوبين للأفرع الأمنية، ولا يستطيعون الذهاب إلى مناطق النظام التي تحتوي على الجامعات والمعاهد، وكان الحرمان للطلاب والمدرسين معاً لتأتي هذه الفرصة وتفتح الأفق أمام الراغبين في إكمال تعليمهم من جهة أو منح فرص عمل للتدريس لخريجي الجامعات من جهة أخرى، ولم يجدوا مكاناً يمارسون به التعليم، وذلك حسب ما أخبرنا به عبد المجيد وهو شاب حاصل على إجازة في الأدب العربي منذ عام 2008 لم ينل فرصة للتدريس في زمن النظام، خصوصاً وأن الموضوع كان يحتاج إلى محسوبيات ودفع رشاوى مالية لم يكن يقدر على دفعها، وبعد اندلاع الثورة السورية وتحرير ريف حمص، جاءت الفرصة بعد أربع سنوات، وبدأنا نحصد ثمار ما ضحينا من أجله بكل ما نملك.

وعن سؤالنا له كيف سمع عن هذه المعاهد أجابنا من خلال إعلان أصدره مجلس محافظة حمص على صفحات الفيسبوك، التي انتهت من ورشة عمل لإعداد هذه المعاهد بكوادرها التعليمية والفنية، ضمت مجموعة من الفعاليات المحلية والتربوية، فبدأ يسأل عن الموضوع لاهتمامه به من أجل ما سبق، وبعد فترة شهر تقريباً سمع عن مكان التسجيل والأوراق المطلوبة، وقد أتى لكي يسجل كمدرس في هذه المعاهد وهو ينتظر بفارغ الصبر انطلاقها بأسرع وقت.

طبعاً قمنا بزيارة إلى أماكن المعاهد المعلنة، وهي عبارة عن مبانٍ لأهالي الرستن مؤلفة من أكثر من طابق لحمايتها من القصف في منطقة خارج المدينة، وقد قام كادر من شعبة الهلال العربي السوري بتجهيزه من خلال إغلاق النوافذ وسد الثغرات في البناء نتيجة قصف سابق، إضافة إلى تجهيزها بالمقاعد ولوازم أخرى يحتاجها الطلاب أثناء الدراسة في صورة قد لا يستطيع أن يتخيلها البعض من البساطة في ما أتاحته الظروف لهم كأمر بديل عن الفراغ الناجم عن الحرب الدائرة منذ ما يقارب الخمس سنوات، في خطوة حضارية وإنسانية هدفها الرئيس استهداف الطلاب ومنحهم الفرصة في إكمال تحصيلهم العلمي.

أيضاً نظر الكثير من سكان الريف المعارضين لهذه الخطوة بأنه من المبكر المضي بها، ويجب إعطاء الأولوية للأمور المعيشية من تدبير لوازم الخبز والمياه وخاصة أن الريف يعيش ظروف إنسانية صعبة، إضافة إلى أن المناطق معرضة للقصف بشكل يومي وفي أي لحظة ممكن أن يقتحم النظام الريف، ويعتقل الشباب الذين يعتبرهم إرهابيين، ومشروعهم من مشاريع المعارضة.

التعليقات

//