سوريتنا | العدد 232 | 28 شباط 2016

طارق أمين

لاقى نبأ التوصل إلى اتفاق امريكي روسي تأييداً دولياً، إلا أن قليلاً من السوريين في الداخل يتطلعون ببصيص أمل معقود على الهدنة أو اتفاق “وقف اطلاق النار بين النظام والمعارضة”، بعد حرب مستمرة منذ أكثر من خمس سنوات.

يرى مراقبون أن آمال السوريين بالهدنة المزمعة باتت متواضعة نتيجة التجارب السابقة لوقف إطلاق النار والهدن والغدر من النظام، إلا أن تغير الظروف الدولية والإقليمية للدول المناصرة للثورة والنظام على حد سواء بات يجعلها أكثر من مجرد حبر على ورق.

فصائل الجنوب: الهدنة تمنح النظام الوقت لاستمرار الحرب

في درعا جنوب البلاد أوضح القائد العسكري في الجيش الحر رائد النصرلله أن الهدنه لا تشمل تنظيم الدولة وجبهة النصرة، ما يشكل ذريعة للنظام وطيرانه بالاستمرار في قصف المناطق الحاضنة للثورة بحجة استهداف الإرهاب، فالنظام لا يلتزم بأي عهد أو ميثاق أو هدنة، ولفت القائد العسكري إلى مخاوف كثيرة تتعلق بهذه الهدنه وربما تجعلها بمثابة فاصل يمنح النظام والمليشيات الداعمة له ما يحتاجونه من وقت لترميم قدرتهم القتالية والاستمرار في استهداف المناطق المحررة.

وأشار المتحدث إلى أن الجيش الحر لا يقف ضدَّ أي مشروع من شأنه رفع الظلم والمعاناة عن الشعب السوري الذي ذاق كلَّ أنواع وأشكال العذاب والقهر، مؤكداً في الوقت نفسه على ضرورة المحافظة على مبادئ الثورة وشعاراتها ومطالبها بإسقاط النظام وتحقيق الحرية والكرامة للشعب السوري.

رائد النصرلله دعا ألوية وفصائل الجيش الحر إلى التوحد والوقوف وقفة رجل واحد والابتعاد عن الغايات والمكاسب الفردية، والمضي قدماً نحو وحدة الصف والقول والفعل، خاصة أن الجنوب السوري بات يعاني أشد الأزمات الإنسانية والحياتية منذ بدء الثورة السورية بفعل تصعيد النظام المدعوم بالطائرات الحربية الروسية ضد المناطق الحاضنة للثورة.

الهدنة ضرورة، والثقة مفقودة

من جهته أفاد الناشط والصحفي عبد الحي الأحمد بأنه لا يمكن لأحد أن يثق أن النظام سيَفِي بتعهداته والتزاماته تجاه أي قرارات دولية من شأنها وقف الحرب في سوريا، لأن الأخير يعي جيداً أن الجنوب السوري لقمة غير سائغة عسكرياً، وهو يخضع لتفاهمات ومعطيات إقليميه، لذلك يعتبر الجنوب السوري محور ارتكاز في المفاوضات يجب على الثوار وهيئة المفاوضات إدراك مساعي النظام الإقليمية في الجنوب، لاسيما بعد قيام الأخير بشن هجمات عسكرية تعزز موقفه إقليمياً.

واعتبر الأحمد أن مشروع وقف إطلاق النار ضرورة لابد منها في الحالة السورية أجلا أم عاجلا، لكن هذه الهدنه الروسية الأمريكية لا تتسم بالحيادية والموضوعية ولا تحقق تطلعات الشعب السوري الذي ثار ضد النظام وظلمه، بسبب شروطها التي تترك ذريعة للنظام للاستمرار في قصف المناطق المحررة بإبعاد النصرة عن دائرة الهدنة، واستثناء الميليشيات الأجنبية الداعمة للنظام كحزب الله والإيرانيين.

بدوره الناشط ضياء عمر يرى أن رأي الشارع السوري في الجنوب متفق على عدم الثقة بالتزام النظام بشروط الهدنه واستثناء المدنيين من قصفه، فكثيرة هي الهدن التي خرقها النظام تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، موضحاً بأن نجاح الهدنة يتطلب أرضية صلبة مبنية على أساس حسن النوايا، والمرحلة المقبلة يصعب التنبؤ بأحداثها ولن تكون حلاً جذرياً للمسألة السورية؛ لأن المشهد السوري في تغير مستمر بين ليلة وضحاها.

في حين اعتبر أبو صالح أحد سكان مدينة درعا أن الهدنه أشبه بالحبر على ورق لا أكثر فالروس عند تدخلهم عسكرياً في سوريا شرَّعوا وجودهم بحجة قتال تنظيم الدولة، في حين أن الطائرات الروسية استخدمت سياسة الأرض المحروقة على جميع المناطق المحررة من سوريا، وهنا لا بد من ضمانات دولية ومراقبين دوليين لضمان نجاح هذه الهدنة التي تصبُّ في مصلحة النظام والتي بات أهالي درعا يصفونها بإبر التخدير للشعب السوري لاستمرار النظام بأفعاله دون رقيب وبمظلة دولية تحمل شعار “مكافحة النصرة وتنظيم الدولة”.

التعليقات

//