الاتحاد | العدد 24 | 15/11/2015

دخلت روسيا إلى الأراضي السورية جواً ,من أجل محاربة الإرهاب ,لتساعد نظام الأسد في ذلك. لتبدأ باستهداف مناطق بعيدة عن سيطرة تنظيم الدولة ,لتلاحق قوات المعارضة المعدلة في مناطقها وأرضها ,لتقتل وتنكل بأهلها ونسائها وأطفالها ,حتى في الملاجئ وعلى أبواب الأفران ,كما حدث في بلدة تير معلة والغنطو ,فتشرد وتدمر حياة أهالي هذه المناطق التي كانت أصلا مفتقرة إلى كل وسائل العيش الكريم.

ولكن على الأرض بات من الواضح فشل روسيا وقوات النظام في التقدم واستعادة السيطرة على أي منطقة ,بعد التصدي الشديد الذي أظهرته قوات المعارضة السورية ,ليلعب الدب الروسي دور الأب الحنون الخائف على شعب سوريا العظيم ومحاولاً مساعدته.

أسئلة تبادر أذهان كل من يتابع الملف السوري ليطرحها الفكر فما صلة الدول المتابكية على سوريا ونظامها في تلك المؤتمرات بتفجيرات فرنسا ,ولماذا من يستطيع فعل مثل هذه التفجيرات في فرنسا لم ينفذها في روسيا أو إيران التي هي من وضعت نفسها عدوه الأول وجاءت لتحاربه كلاماً فقط ,لما أتت هذه التفجيرات قبل يوم واحد فقط من مؤتمر فينّا وما سبب اعان التنظيم عن تبنيها؟ وأسئلة أخرى سنجد أجوبتها عند رحيل الأسد وفضح ما تخفي مؤسساته الإرهابية وتخلي حلفائه عنه.

في سياق آخر أنهى اجتماع فينّا أعماله باتفاق 17 دولة إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على نقاط تسع شكلت مبادئ عامة للحل السياسي في سورية وقد جاء هذا بعد الاتفاق على ترك النقاش بالنقاط الخلافية لمراحل قادمة وأولها مصير الأسد.

لم يكن هذا ما يرجوه الناس في الداخل السوري من هذا المؤتمر العظيم الذي سيظهر تعثره في أقرب وقت بعد تجارب عديدة مع هذا النظام المجرم الذي بات يحارب الأطفال في رغيف خبزهم وعلبة حليبهم ليشتري الوقت من أجل تعزيز قوته وعتاده العسكري ووضع خطط من أجل متابعة التنكيل والقتل بنكهة جديدة يعطيها له حلفائه لتبقى الدماء السورية تسيل دون توقف.

أما من في الداخل فلم يعد يهمه ما تؤول إليه الأمور في الحفلات السياسية حتى ان معظمهم لم يعد يتابع ما يجري هناك فالكل منشغل بالبحث عن رغيف خبزه الذي قد يسد شيئاً من جوع أطفاله إضافة للغلاء الكبير الذي سيطر على المناطق وسوء التغذية والفقر الواضح الذي بدأ يسود سوريا إضافة لصعوبة عمل منظمات المجتمع المدني التي تقف بجانبهم وتساعدهم لا بل التوقف عن عملها في بعض المناطق بسبب الحصار الشديد لها وصعوبة تقديم حتى كفالات الأيتام في تلك المناطق المحاصرة.

نسبة الدمار التي وصلت اليها البلاد وأعداد الشهداء التي ستفاجئ الجميع بعد احصائها بشكل حقيقي أعداد المصابين والجرحى والمبتورين إضافة للمهجرين والنازحين واللاجئين ويأتي دخول الإرهاب وتفشي الاقتتال بين الطوائف واستقدام الإيرانيين وحزب الله وأخيراً الروس إضافة لدمار المجتمع السوري بأكمله الذي تحول لمستنقع تفوح منه رائحة الموت في أرجائه ,فمن كان سبب ذلك أليس هو مؤسسات النظام الأمنية وأبطال جيشه المغوار وعلى رأسهم قائدهم العام.

نهاية الأزمة السورية لن تكون إلا بدعم دولي للمعارضة المعتدلة بالمضادات الجوية ومضادات الدروع واختيار فصيل كبير والتعامل معه ووضع خطة حقيقية لإعادة بناء سوريا الحرة.

التعليقات

//