صدى الشام – العدد 111 – 13-10-2015

مع اشتداد حدة قصف الطيران الحربي، ودخول الطائرات الروسية للأجواء السورية واستهدافها الأحياء والمنازل السكنية، وبعد أن شهد العديد من الطلاب في المناطق المحررة العام الماضي، أسوأ كوابيس حياتهم في استهداف الطيران لمدارسهم وتجمعاتهم، كان لا بد من خطة أمنية تضعها المؤسسات والجهات المعنية المحسوبة على المعارضة السورية، لحماية الطلاب والكوادر التدريسية.

مؤمن سراج الدين

بعد اجتماع عقدته مديرية التربية الحرة في حلب مع ممثلين من المجلس المحلي للمدينة، أصدرت المديرية بياناً في يوم الثلاثاء الواقع في 6/10/2015، أعلنت فيه وقف دوام الطلّاب في المباني الحكوميّة للمدارس، وتحويلهم إلى “مدارس ميدانية”، على حد تعبير البيان.

ركز بيان مديرية التربية على نقطتين أساسيتين: الأولى تقضي بإيقاف دوام الطلاب في المدارس، مستثنياً منها الأقبية والمدارس ذات الجدران المدعّمة بدشم، بشرط ألا يسمح بتجمعات الطلاّب في الباحات، واللعب فيها أثناء الفرص أو دروس الرياضة.

أما النقطة الثانية التي ركز عليها البيان، فهي تحويل الطلاب من المدارس غير الآمنة إلى الأقبية أو الملاجئ، أو المدارس الميدانية الآمنة.

يأتي القرار الجديد لمديرية التربية الحرة في حلب، بعد أن أعلنت المديرية قبيل عيد الأضحى، إيقاف وتعليق الدوام في جميع المدارس والمعاهد التابعة لها في المدينة وريفها، حفاظاً على أرواح الطلاب.

يأتي هذا، بعد أن أعلنت مديرية التربية الحرة بحلب، قبيل عيد الأضحى، إيقاف وتعليق الدوام في جميع المدارس والمعاهد التابعة لها في المدينة وريفها، حفاظاً على أرواح الطلاب، بسبب كثافة الغارات الجوية لطيران النظام، والتي أودت في العام الماضي بحياة الكثير من الطلاب والمدرسين.

وعليه، فقد أبدى بعض الأهالي في حلب لصحيفة “صدى الشام”، تخوّفاً من أن تكون هذه الأقبية غير صالحة، أو ألا تصلها التهوية، أو الكهرباء، ولكن صوراً نشرها أعضاء من المكتب التعليمي لمجلس مدينة حلب على صفحتهم الشخصية في موقع “فيسبوك”، تظهر أنَّ هذه الأقبية التي حُوِلَت إلى صفوف، تصلها التهوية، عبر نوافذ ضيقة في أعلى الجدران. فيما أكّد “محمود قدسي”، عضو المكتب التعليمي في مجلس مدينة حلب، بأن “الكهرباء والتهوية تصل إلى الأقبية، وأن العمل ما زال جارياً على تجهيزها بما يوفر الأمان للطلاب، ويحفظ سير العمليّة التعليمية”.

وفي استطلاع قامت به “صدى الشام”، للوقف على رأي الأهالي في مدينة حلب المحررة، يرى “محمّد”، وهو والد لطفلين في المرحلة الابتدائية، بأن القرار التي اتخذته مديرية التربية، بالتعاون مع المكتب التعليمي لمجلس المدينة، هو قرار صائب لحماية الأطفال من قصف طيران النظام، في حين رأى “أبو محمود”، أحد سكان حلب المدينة، أنه “من المؤكّد بأنَّ هذه الأقبية ليست صحّية للطلاب، ولكنها أفضل من قصف طيران النظام”.

محمد مصطفى: “إن القرارات التي صدرت عن المديرية، هي قرارات استثنائية تم اتخاذها بسبب استهداف المدارس من قبل النظام المجرم ومن بعده المحتل الروسي”.

وفي حديث خاص، لصحيفة “صدى الشام”، قال مدير التربية والتعليم في مدينة حلب المحررة “محمد مصطفى”، إن “القرارات التي صدرت عن المديرية، هي قرارات استثنائية تم اتخاذها بسبب استهداف المدارس من قبل النظام المجرم ومن بعده المحتل الروسي”، مضيفاً بأن “مجازر قد وقعت خلال الأعوام السابقة في مدارس حلب، كالمجزرة التي نفذتها طائرات النظام على مدرستي عين جالوت، وسعد الأنصاري، ومجزرة معهد سيف الدولة”. معتبراً بأنَّ واجب مديرية التربية في حلب، تأمين الحماية للطلاب ومعلميهم، عبر نقلهم إلى مدارس ميدانية آمنة، على حد تعبيره.

ويعتبر القطاع التعليمي في حلب، من أكثر القطاعات تضررّاً، نتيجة الغارات الجوية وقصف الطيران الحربي للمدارس والمراكز التعليمية، حيث خرج أكثر من 50% بالمئة منها عن الخدمة، خلال العام الدراسي الفائت.

التعليقات

//